أنتشار السحر وتحضير الجان في دول الخليج العربي الجزء الثاني من الكويت

المصدر : جريدة الكويتية                                                                                                                           

❞ فك السحر والعين وجلب الحبيب والإضرار بالناس.. أهم الطلاسم المطلوبة

❞ باسم الدين والعلاج الروحاني يتخفى المشعوذون والمشعوذات

❞ «الجمارك» تصطاد الطلاسم.. وقنوات تلفزيونية عربية تروج للسحر

❞ الضحايا عوائل تشتت.. وأموال سلبت.. ونساء أغضبن الرب

❞ المحامي الصانع: الظاهرة منتشرة بكثرة دون أن تطولها يد القانون

❞ الاعتقاد السائد هو الربط بين الاعتقاد الديني وقضية السحر

❞ بعض الأسر يحبسون أبناءهم.. بحجة أنهم مسحورون

❞ طاقات شبابية لاسيما الفتيات تنهار بسبب الاعتقاد بأنهن مسحورات

❞ المحامي العنزي: غالبية من يمارسون السحر والشعوذة من المقيمين

❞ ممارسة السحر والشعوذة تندرج تحت تهم الاحتيال والنصب 

❞ الشيخ العليمي: السحر والشعوذة.. أعمال محرمة شرعا

❞ يجب تفعيل دور المدرسة والأسرة والمساجد.. للتصدي للظاهرة

موضوع تتناوله «الكويتية» يعتبر من الأهمية البالغة التصدى لظاهرة باتت تشتت العوائل وتخرب عقول الناس وتوصلهم لحد الإيمان بالشياطين ووسطائهم من السحرة والمشعوذين والمشعوذات الذين باتوا ينتشرون في بعض مناطق الكويت خاصة الصليبية وشقق بالسالمية ومناطق أخرى منها الجهراء، وبعض هؤلاء المشعوذين يتسترون خلف اللحى والدين، والدين منهم براء ، وهناك ساحرات ومشعوذات يأتين من دول عربية على شكل زائرات من خلال أقرباء لهم من بعض الدول العربية ، وتتم عملية الترويج للمشعوذ أو المشعوذة بين أوساط النساء خاصة، وكما يتبين أن غالبية الضحايا لأعمال السحر وطالبيه، هن النساء، إضافة إلى أن رجال الجمارك في الكويت يقومون بضبط مواد وعقد وطلاسم متنوعة لعمل السحر بأنواعه المختلفة للإضرار بالناس.

ظاهرة

فقد قال أحد المواطنين لـ«الكويتية» ويدعى حمد الظفيري إن الظاهرة أصبحت تنتشر بشكل كبير داخل المجتمع ومنهم الشباب، وهي ظاهرة تدل على التخلف، والاعتقاد بالخرافة، ومن طرق النصب والاحتيال التي يمارسها المشعوذون والسحرة على ضحاياهم من أجل ابتزازهم ماديا واستغلال ضعفهم وجهلهم، الادعاء بالمقدرة على جلب الفتاة للشاب الراغب بها والعكس صحيح من خلال عمل حجاب أو طلاسم أو رمل يرش على سيارة أو عتبة الباب المراد سحره أو إسحاره لجلبه وهو ما يتجه إليه الشباب ، أو عمل طلسم لحرقه، لجلب الزوج لزوجته أو الحبيب لحبيبه ، أو بيع الخرز ليتبؤأ حاملها المراكز القيادية أو حرق بخور السحر ليستطيع من ارتكب جريمة أن يعمي بصيرة القضاء، كما يعتقد بما أوحى له السحرة. 

مغامرات

كما تقيم بعض المشعوذات «الحلقة»، وهي لجلب الجن واستخدام  بعض الكتب القديمة من كتب السحر والشعوذة، وإلى جانب الكتب يضع «دواية» وسطها «قلم» مصنوع من القصب. 

وتحدث الزبائن المتحلقون حولها عن مغامراتها مع الجن وكيف أصبحت رئيسة لمئة من عفاريت الجن يخدمونها وينفذون أوامرها ، كما يوحي مشعوذ آخر أنه  قادر على كشف أمراض الناس بسرعة قياسية، وقدرته على شفائهم وعلاجهم بسرعة أكثر، ويوزع أوراقا صغيرة مطوية على الحاضرين، ويحدثهم أن من كان يعاني من شيء ما ستكتب كل معاناته على الورقة بمجرد فتح يده عندما ينتهي المشعوذ من تلاوة بعض الطلاسم،  فتطلب من الضحايا هدايا وطلبات غريبة كإحضار ديك أعور أو قرن خروف اسود أبو أثر من شعر الضحية، وصور شخصية للمراد إسحاره أو إسحارها وأموال للجن الخادم ؟! 

فيما تقول طالبتان في جامعة الكويت طلبتا عدم ذكر اسمهما ، أن فتاة ذكرت لهما عن وجود عرافة تستطيع حل جميع المشاكل، موجودة في الصليبية ، وذكرتا أنهما رفضتا ذلك العرض وقالتا لو أن العرافة  كانت قادرة على حل مشاكل الناس لقامت بحل مشاكلها الشخصية من الأساس قبل مساعدة الآخرين .

العنوسة

وقالت طالبة أخرى تدرس في التعليم التطبيقي أن مشكلة العنوسة المنتشرة في الكويت ودول الخليج والدول العربية بضاعة نادحة للمشعوذات حيث تروج بعض الفتيات للمشعوذات في أروقة الكليات ، بينما قال أحد الشباب ويدعى خالد ،ع،ج أن مشعوذا ذكر له أنه يستطيع حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ومشاكل البحث عن الوظيفة مقابل إعطائه سبيكة ذهب تكون هدية لخادمه من الجن على أنه يمنحه فص خرزة يضعها تحت رأسه كل ليلة ويقوم بإطعامها بالزعفران ؟!  

اعتقاد سائد

من جانبه قال المحامي رياض الصانع إن مسألة السحر والشعوذة تتعلق بشقين، فالشق الأول يتعلق بالواقع والاعتقاد بهذا الأمر، أما الشق الآخر فإنه يتمثل في القوانين التي تعالج مثل هذه المسألة، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة منتشرة بكثرة دون أن تطولها يد القانون بشكل كبير نظرا للاقتناعات الموجودة في الوطن العربي بصفة عامة والخليجي بصفة خاصة، حيث إن الاعتقاد السائد هو الربط بين الاعتقاد الديني وقضية السحر، فحصل كثير من اللبس لدى العديد من الناس لاسيما قليلي العلم والمرضى، حيث تصوورا أن كل شئ في هذا الدنيا قد يحدث يربطونه بالسحر أو نظرة حسد وهذه تستوجب المعالجة بذات الأسلوب. 

وقال إنه نتيجة لذلك فإننا نرى الكثير من الحالات المرضية قد تزداد سوءا بسبب اللجوء إلى مثل هذه الأفكار الغريبة، وهناك الكثير من البيوت لديهم العديد من الأبناء المصابين بانفصام الشخصية أو غيرها من العقد النفسية فيرجعون الأمر أنه ابنهم أو ابنتهم مصابون بالسحر ويأتون بواحد من هؤلاء النصابين لاعتقادهم بوجود سحر.

وتمنى الصانع من الإعلام أن يغطي مثل هذه الأمور وعلى الأسر أن يرحموا المرضى الموجودين في بيوتهم حيث أن بعض الأسر يحبسون أبناءهم بحجة أنه مسحور، وهناك طاقات شبابية لاسيما الفتيات تنهار بسبب عملية الاعتقاد بأنها مسحورة، مشيرا إلى أن كثيرا من الأسر تخاف أن تعلن أن لديها حالات نفسية ولا تسعى لمواجهتها المواجهة العلمية الصحيحة وتواجهها بمثل هذه الأفكار السوداء، ويجب أن يكون هناك توعية بمثل هذه الأمور لاسيما من ربطوا بين الدين والسحر والشعوذة وعلى الإنسان أن يفوض الأمر إلى ربه ويقوي عزيمته.

المشعوذون.. مخالفون

وفي تصريح لـ»الكويتية» قال الدكتور فهد مرزوق العنزي المحامي أمام التمييز والدستورية أن من يمارس السحر والشعوذة غالبيتهم من المقيمين وأعمال السحر هي مخالفة لقانون الجزاء الكويتي ويقع من يمارس السحر والشعوذه في تهم الاحتيال والنصب، وخاصة إذ ما ثبت تلقيه مقابل مادي لأعمال السحر والشعوذة ، مضيفا أن المشعوذين والسحرة المقيمين في حال ضبطهم ورفع القضايا عليهم فإنهم يعتبرون مخالفي لقانون الإقامة في الكويت وممارسة أعمال غير شرعية.

الرأي الشرعي 

وفي استطلاع لرأي الدكتور الشيخ راشد العليمي ، حول انتشار السحر والشعوذة والمترددين عليهم ، قال الشيخ العليمي لـ»الكويتية» إن ممارسة السحر والشعوذه أعمال محرمة شرعا وهي تعني التعامل مع الشياطين والإدعاء بعلم الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله والإدعاء بذلك شرك، كما أن أحاديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وأله وصبحه وسلم في هذا الأمر كثيرة وواضحة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهنا فصدقه لن تقبل له صلاة أربعين يوما» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

وأضاف أن من بعض مظاهر السحر إلحاق الضرر بالغير أو منع الزوج من الزواج بزوجة أخرى وقضايا أخرى محرمة شرعا ، ولذلك فإن الدين حرم أعمال السحرة والمشعوذين ومن يتردد عليهم.

وتقدم الشيخ راشد العليمي بنصيحة وهي ضرورة تفعيل دور المدرسة والأسرة والمساجد للتصدى لظاهرة الشعوذة والسحر وتوعية الناس بمحرماتها وآثارها المدمرة على المجتمع وتفككه وكسر قيمه، والخروج عن الشرع والدين الإسلامي الحنيف.