مدونة عفركوش- تسخير الجن وبناته - استحضار الجن - صرف الجن - فك السحر


Post Top Ad

الاثنين، 27 أبريل 2020

1:32 ص

هل تصوم الجن والعفاريت؟




 في مقالات الصحف  والكتب بحثت عن صوم الجن والعفاريت وجدت في صفحة الفكر الدينى فإنها تضم مجموعة من الأخبار والأحاديث، المساجد الأثرية وأحاديث المشايخ الإعلاميين، وكل غريب فى الدين كما صنف علماء الحديث الصحيح، المتواتر والآحاد، المقطوع والمشهور، المكذوب والغريب. ومن هذه الموضوعات صوم الجن والعفاريت! موضوع يسترعى الانتباه مثل أخبار نجوم الرياضة والفن تماما. فماذا يعنى الجن؟ وماذا تعنى العفاريت؟ وهل هى كائنات بشرية مكلفة أم أن التكليف الشرعى للإنسان فقط الذى يتمتع بالعقل وحرية الإرادة؟ صحيح أن اللفظين موجودان فى القرآن «قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ»، «اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدا». ولكن الدليل النقلى وحده لا يكفى دون دليل عقلى. فالعقل أساس النقل كما قال المعتزلة وبعض الفقهاء قديما. كما قالوا «ما لا دليل عليه يجب نفيه». فإن عارض العقل الصريح النقل الصحيح يؤول النقل طبقا للعقل لأن النقل قول. والقول لغة، به محكم ومتشابه، ظاهر ومؤول، مجمل ومبين، عام وخاص إلى آخر ما قاله اللغويون والأصوليون فى هذا الموضوع. فالدليل النصى ظنى لأنه خاضع للتأويل. والدليل العقلى يقينى لأنه بديهى. وإذا تعارض العقل مع النقل فالأولوية لليقين على الظن. وفى هذه الحالة لا يوجد دليل يقينى على وجود الجن والعفاريت. ولا يوجد دليل حسى. فلم ير أحد منا جنيا أو عفريتا. والمقصود هو الدلالة على السرعة، سرعة العفريت كما يقال فى المثل الشعبى «يا عفريت» أو «يا جن». وإذا كان الجن آمن عندما سمع القرآن لبلاغته فكيف لا يؤمن به الإنسان؟ والعربى هو أهل بلاغة وفصاحة وشعر. هو غير مكلف مثل الإنسان. ومع ذلك شرط التكليف العقل والإرادة الحرة كما وضح الأصوليون. وإذا كان من الجن أمة «وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِى الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ»، فمن هو رسول الجن؟ النبى سليمان كان يعرف لغة الطير حين حادثه الهدهد متطوعا لإرسال رسالة سليمان فى فلسطين إلى الملكة سبأ فى اليمن. والنمل أيضا أمة حين قالت نملة «يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ». ولِمَ السؤال عن الغريب فى القرآن وقد نهر عمر بن الخطاب أحد الصحابة وهو يسأل عن معنى «أَبًّا» فى «وَفَاكِهَةً وَأَبًّا». وأحضر المرذبة لضربه بها قائلا: وهل فهمت كل شىء فى القرآن ولم تبق لك إلا «أَبًّا»؟ أنا عمر قضيت طيلة حياتى لم أعرف معنى «أَبًّا». ولم أسأل عنه الرسول، ولم ينقص ذلك إيمانى شيئا. فطرح سؤال: هل يصوم الجن والعفاريت؟ إنما هو بدافع الإثارة والشهرة واختلاف الناس بين نعم ولا، ومباراة مشايخ القنوات الفضائية للإجابة عن هذا السؤال العويص الذى احتار القدماء والمحدثون فى الإجابة عنه.



لم يرد لفظ الصوم فى القرآن الكريم مع الجن والعفاريت. إنما ورد فى سياق تربية الإرادة، وتهذيب النفس، والتقرب إلى الله. شعيرة من الشعائر مثل الصلاة والزكاة والحج. الهدف منه أيضا الإحساس بجوع الفقراء، ومشاركة الطعام معهم. ليس كما هو الحال فى «موائد الرحمن» التى تبدو أنها صدقة من الأغنياء على الفقراء، وليس حق الفقراء فى أموال الأغنياء، «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»، وليس كما تفعل إسرائيل اليوم بتجويع الأسرى الفلسطينيين. الغاية من هذه الإثارة الصحفية والسؤال الغريب هو البعد عن البعد الاجتماعى للصوم. وهو المشاركة فى الرزق بين سكان العشوائيات فى قلب القاهرة وقاطنى القصور فى المدن الجديدة حول القاهرة.

ليست وظيفة الإعلام التستر والتعمية على الواقع الاجتماعى بل الكشف عن الفوارق الطبقية بين الحد الأدنى للأجور وغياب الحد الأعلى حتى يزداد الفقير فقرا، ويزداد الغنى غنى. كان هدف الثورة فى 23 يوليو 1952 تذويب الفوارق بين الطبقات للوصول إلى حد أقصى وهو عشر الدرجات. ثم أصبح فى عهد الرئيس المخدوع بلا حد أعلى. فالرأسمالية ليست جريمة. ثم أصبح فى الجمهورية الثالثة فى عهد الرئيس المخلوع أسطورة من الماضى. كل مواطن يسرق وينهب حتى الرئيس وأنجاله وأصحابه بالمليارات. وظيفة صحافة الإثارة وصفحة الفكر الدينى فيها هى تركيز الاغتراب الدينى، وجعل الفقراء يكرهون الدين الذى يتحدث عن صوم الجن والعفاريت وليس عن صيامهم هم بدافع الفقر وضيق ذات اليد بعد ارتفاع الأسعار إلى عدة أضعاف. والبعض يفضل التوجه إلى العلمانية، الاشتراكية أو حتى الماركسية يجد فيها حماه. واليسار الإسلامى مازال ضعيفا. ليس له تنظيم أو حزب أو أنصار أو قادة وإن كان كائنا فى القلوب.

الأربعاء، 22 أبريل 2020

4:24 ص

أشهر بيوت الكويت ( البيت المسكون بالسالمية )





نتيجة بحث الصور عن صورة البيت المسكون بالسالمية
صورة نادرة جدآ للبيت المسكون بالسالمية (تصوير عفركوش)
إنها فيللا تتبع منطقه السالميه . موقعها على تقاطع طريق الفحيحيل مع الدائري الرابع وتقابل مستشفى مبارك الكبيربالجابريه . فيللا مبنيه على طراز الستينات وهي تعتبر فخمه بمعايير ذلك الزمن .
تراها وانت راكب جسر الدائري الرابع ، روي عليها قصص كثيرة منها على سبيل المثال أن رجل تحدى اصحابه وقرر النوم داخل هذه الفيلا ، وفي الصباح وجدوه نائم في تخته ( سريره) في الشارع
كانت هذا البيت مصبوع باللون الابيض مع اللبني (اللون السماوي ) ومكتوب عليها الله اكبر ( على الحائط الخارجي للبيت) على الطوفة بلهجة احبائنا في الكويت
كان الناس يخشوهها ( يترعبوا ) ويحكوا عنها حكايات وروايات الى أن
أستعمرها الجيش العراقي وقت أحتلاله لدولة الكويت سنة 1990 وأقام فيها .
 وقد تم ازالتها 2004 تقريبا وانشىء مجمعا كبيرا على ارضها .

وللعلم لايزال بعض الناس يتحدثون عنها لايامنا هذه رغم ازالتها . وقد كانت حديث الناس لفتره طويله (35 سنه) والكل يخشاها ويتحاشاها من كثره القصص التي كانت تحكى وتؤلف عنها وباستمرار والكل يحلف باغلظ الايمان بانه شاهد او سمع عن غرائب وعجائب عن هذا البيت المسكون .

شخصيا بحثت طويلا واستفسرت الى ان وصلت وعلى ماأعتقد لحقيقتها وكانت عن طريق شخص قابلته صدفه فروى لي هذه القصه .


 يقول بان صاحب هذا البيت تزوج ولم يرزقه الله بابناء الا بعد سنوات طويله . بعدها رزقه الله بولد . حيث رعاه ورباه الى ان انهى الثانويه العامه . ارسله الاب لامريكا للدراسه . درس وتخرج واستعد للعوده للكويت . كان الاب خلال وجود ابنه بامريكا قد أنجز بناء هذه الفيللا استعدادا لتزويجه بها عند عودته . لتكتمل فرحته به .

لكن الذي حصل مع الشاب وبآخر أيامه بامريكا أن عمل حادث بسيارته وتوفي . أصيب الاب الكبير بصدمه قويه وظلت هذه الفيللا جزء من ذكرى ولده الوحيد لفتره طويله . والله أعلم .
كانت ذكريات جميلة..مع تحيات عفركوش
12:02 ص

ما هي اسباب استمرار السحر بالرغم من أننى أصلي وأقرأ الاذكار؟




ما هي اسباب استمرار السحر بالرغم من أننى أصلي وأقرأ الاذكار؟

 فهي :-

اولا : ضعف الايمان الذي يؤدي إلى ضعف اليقين اثناء قراءه الاذكار والصلاه وذكر الله عموما ورحمة الله على سيدنا عمر بن الخطاب الذي كان من إيمانه تترك الشياطين الطريق له ففي مصنف ابي شيبه عن محمد ابن سعد عن ابيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك)

ثانيا : عدم الانتظام على قراءه الاذكار او قراءتها وهو منشغل القلب والفكر

ثالثا : وهو اهمها الغفله عن الذكر وذلك بأن تنام وقت شروق او غروب الشمس وعن صلاة الفجر في وقتها وتصليها بعد شروق الشمس وهو وقت انتشار الشياطين الذي أمرنا ان نتحصن قبل انتشارها

قال تعالى(فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب)

وفي موضع اخر قال تعالى (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح واطراف النهار لعلك ترضى)

– حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن انه قال : دخلنا على انس بن مالك بعد الظهر فقام يصلي العصر فلما فرغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاه او ذكرها فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول  (تلك صلاة المنافقين تلك صلاة المنافقين تلك صلاة المنافقين : يجلس احدهم حتى إذا اصفرت الشمس فكانت بين قرني شيطان او على قرني الشيطان قام فنقرأ اربعا لا يذكر الله عز وجل فيها إلا قليلا)



الثلاثاء، 21 أبريل 2020

11:49 م

ألامراض التي يسببها الجن




الامراض التي يسببها الجن

ألامراض التي يسببها الجن


ألامراض التي يسببها الجن فى هذا الموضوع نثبت ان الجن يسبب امراض عضويه للانسان.وللاسف يوجد الكثير ما ينكر ويوجد الاكثر ما سوف يتهنما بالجهل والتاخر وعدم اتباع العلم والطب ولكن أنا ارد واقول شىء كل هذه الامراض ليس لها علاج طبي لا اليوم ولا غدا ولا بعد العمر كله لان هذه الامراض تكون بسبب جن وعلاجها الوحيد هو كلام الله والرقيه الشرعيه

اولا: الدليل على ان الجن يسبب امراض عضويه للانسان

الدليل على ان الجن يسبب نزيف للمرآه

عن حمنة بنت جحش قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستفتيه، فقال “إنما هي ركضة من الشيطان، فتحيضي ستة أيام، أو سبعة أيام، ثم اغتسلي، فإذا استنقأت فصلي أربعة وعشرين، أو ثلاثة وعشرين، وصومي وصلي، فإن ذلك يجزئك، وكذلك فافعلي كما تحيض النساء، فإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر، ثم تغتسلي حين تطهرين، وتصلي الظهر والعصر جميعا، ثم تؤخرين المغرب والعشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين، فافعلي. وتغتسلين مع الصبح وتصلين. قال: وهو أعجب الأمرين إلي “. رواه الخمسة إلا النسائي، وصححه الترمذي، وحسنه البخاري.

فمثلا مرض الطاعون  هو من الجن ويوجد احاديث وادله منها ما يلي يثبت ما اقول

فناء أمتي بالطعن والطاعون . فقيل : يا رسول الله ، هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : وخز أعدائكم من الجن ، وفي كل شهادة

الراوي: أبو موسى الأشعري

خلاصة الدرجة: حسن

المحدث: ابن حجر العسقلاني

المصدر: بذل الماعون

الصفحة أو الرقم: 53

أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الطاعون فقال : وخز أعدائكم من الجن ، وهو شهادة للمسلم

خلاصة الدرجة: المتن بهذه الطرق صحيح بلا ريب

المحدث: ابن حجر العسقلاني

المصدر: بذل الماعون

الصفحة أو الرقم: 58

فناء أمتي بالطعن و الطاعون . فقيل : يا رسول الله ، هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : وخز أعدائكم من الجن ، و في كل شهادة

الراوي: أبو موسى الأشعري

خلاصة الدرجة: صحيح

المحدث: الألباني

المصدر: إرواء الغليل

الصفحة أو الرقم: 1637

فناء أمتي بالطعن والطاعون فقيل : يا رسول الله ! هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : وخزأعدائكم من الجن ، وفي كل شهادة

الراوي: أبو موسى الأشعري

خلاصة الدرجة: صحيح

المحدث: الألباني

المصدر: صحيح الترغيب

الصفحة أو الرقم: 1403

أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الطاعون فقال وخز من أعدائكم من الجن وهي شهادة المسلم

الراوي: أبو موسى الأشعري

خلاصة الدرجة: صحيح على شرط مسلم

المحدث: الألباني

المصدر: إرواء الغليل

الصفحة أو الرقم: 6/72

قد يتعامل الانسان مع الجن ثم يطرآ عليه مرض لم يكن

موجود عنده فمن الممكن ان يكون من عند الله فلابد من الكشف الطبى اولا

ولكن اقصد مثلا ممكن ان يكون المعالج بالقرآن فى حاله علاج وفى اثناء الجلسه يصاب المريض بالعمى او الخرس او الصمم فهذا يحدث وحدث معي انا شخصيا ان لم تكن علي علم بالامر فمن الممكن ان يكون الامر كارثي بالنسبه لك مع اهل المريض ويعتقدون انك انت السبب فلابد من معرفه هذه الامراض الطارئه وكيفيه علاجها باذن الله.

ففى هذه الحاله الجنى الموجود فى الحاله هو من يمسك عين او لسان المريض او يسد اذن المريض ويسبب له هذه الاضرار.

فهنا وقع المعالج فى امر لا يحسد عليه

ومن الممكن ان يسبب هذا الامر مشاكل مع اهل المريض ومن الممكن ان يتهموه بانه الفاعل ومن الممكن ان يتهم انه ساحر

وخلافه فلابد من التعلم وكيفيه التخلص من هذه الامراض بفضل الله

والحمد لله للمارسه هذه الحالات ومعرفه طريقه علاجها بفضل الله تعالى وكيفيه التخلص من هذه

 الألاعيب  الخبيثة....


الثلاثاء، 14 أبريل 2020

7:33 م

تولكين والجنس





صورة

كنت أحاول أن أجد طريقة أكثر مهذبة لقول هذا ، ولكن في الحقيقة يتعلق الأمر بهذا: كان تولكين نوعًا من الفظاظة. لذلك ، عندما يتعلق الأمر بكتبه ، أعتقد أن جزءًا من قلة الجنس يعكس الأسلوب الذي أراد رؤيته في القصة ، ولكن السبب الرئيسي هو تفضيل تولكين نفسه (بناءً على تربيته ومعتقداته الدينية).
من الجدير بالذكر أن والدا تولكين كانا كاثوليكيين تمامًا. توفي والده عندما كان في الرابعة من عمره ، وعاش مع والدته الكاثوليكية حتى وفاتها. منذ ذلك الحين (تولكين كان في الثانية عشرة من عمره) نشأ على يد كاهن كاثوليكي محافظ للغاية (هل يمكنك أن تتخيل البلوغ مع كاهن أو راهبة كوصيتك؟) لذا تأثر شبابه بشدة بالكاثوليكية المحافظة. وبينما يستجيب البعض لهذا النوع من التربية من خلال التمرد ، تبناه تولكين. لقد قدر جدًا إيمانه ووجهات نظر ولي أمره ، على الرغم من أنه التقى ووقع في حب إديث برات (زوجته) في سن 18 ، لكنه قطع كل العلاقات معها حتى كان عمره 21 عامًا ، عندما كان بإمكانه تكوين علاقة معها دون أن يعصي وليه.
كل هذا يضع آراء تولكين كشخص بالغ في السياق ، حقًا. إحدى رسائله (الرسالة رقم 43 ، لأولئك الذين يرغبون في قراءتها بأنفسهم) هي ثلاث صفحات ونصف مخصصة لأفكاره حول الجنس والزواج والخطيئة. إنه في الواقع رائع بشكل عام ، ولكن هناك بعض العبارات في البداية ذات صلة خاصة بهذا المنشور. في إشارة إلى الخطيئة الأصلية ، يقول تولكين أن "خلع الغريزة الجنسية هو أحد الأعراض الرئيسية للسقوط." في الأساس ، تلك الشهوة هي نتاج الخطيئة الأصلية ، وبالتالي إما خطيئة في حد ذاتها ، أو على الأقل بوابة الخطيئة. ولا يتحدث تولكين فقط عن "الاختلاط" أو الجنس خارج إطار الزواج أيضًا. يجادل بأن الجنس هو بنفس الخطورة في العلاقات "المناسبة":
الشيطان عبقري إلى ما لا نهاية ، والجنس هو موضوعه المفضل. إنه جيد في كل شيء في اصطيادك من خلال دوافع رومانسية أو عطاء سخية ، كما هو الحال من خلال الحيوانات الأساسية أو أكثر.
لذا ، من الواضح أن تولكين لديه آراء قوية ومخاوف خطيرة عندما يتعلق الأمر بالجنس والأخلاق. مما يتركه في القليل من المخلل ككاتب ، لأن العلاقات البشرية هي حتمية نوعًا ما ، وهو شيء يجب عليه التعامل معه عندما يتعلق الأمر بشخصياته. لحسن الحظ ، ترك المؤلفون السابقون مثالاً ليتبعه تولكين. يتحدث عن تقاليد الفروسية ، واصفًا ذلك:
إنها مثالية "الحب" - وبقدر ما يمكن أن تكون جيدة جدًا ، لأنها تأخذ أكثر بكثير من المتعة الجسدية ، وتطلب إن لم تكن الطهارة ، على الأقل الإخلاص ، وبالتالي إنكار الذات ، "الخدمة" ، المجاملة ، الشرف والشجاعة. ضعفها ، بالطبع ، أنها بدأت كلعبة مصطنعة ، وهي طريقة للاستمتاع بالحب من أجلها دون الرجوع إلى (بل وخلافًا) للزواج.
لم يذكر تولكين كتابته الخاصة في هذه الرسالة ، ولكن يبدو واضحًا جدًا استنادًا إلى أنواع العلاقات التي كتبها (أراغورن وأروين ، وبيرين ولوثين ، وما إلى ذلك) التي اعتمدها (على الرغم من الاعتراف بالأصول الاصطناعية للتقليد) هذا الحب الشهم كنموذج لرومانسية شخصياته. وبهذه الطريقة يمكن أن يتعامل مع الحب والعلاقة العاطفية دون الحاجة إلى معالجة الجانب الجسدي الشهواني لمثل هذه العلاقات ، التي كان ينظر إليها بقوة على أنها مصدر للخطيئة والشر.
آمل أن يكون هذا أجاب على سؤالك. إذا كان بإمكانك الوصول إليها ، فإنني أوصيك بشدة بقراءة بقية الرسالة رقم 43. الرسالة كلها مكتوبة لابنه مايكل ، والتي أعتقد أنها تعطي الأمر برمته نوعًا من الشعور "بنقل الحكمة". أو ، إذا كنت مهتمًا أكثر بكيفية استخدام Tolkien أو التعامل مع الجنس في الأرض الوسطى ، فإنني أوصي بمقالة Tyellas " الأسرة الدافئة جيدة: الجنس والرغبة الجنسية في كتابات Tolkien's Writings " ، وهو أمر رائع.
المصادر: رسائل JRR Tolkien (الرسالة # 43)
7:29 م

الجان والجنس والزواج



أولاً وقبل كل شيء ، بالنسبة إلى أي شخص آخر ، تضمن adenydd أيضًا رابطًا إلى منشور كتبوه يفحصون فيه "القوانين والعادات بين الدار" فيما يتعلق بقضية "الجنس والزواج" بأكملها . الآن ، أعتقد أن ما لدينا هنا هو اختلاف في التفسير (وهو أمر ممتع دائمًا) ، لذلك سأشرح فقط فهمي للقضية:
الزواج ليس فقط من الجسد ، هذا صحيح جدًا - وفي الواقع فإن الجمع بين الجسد والروح في الزواج هو شيء تناوله Valar مباشرة:
وسئل: "ما المقصود بقول أن الزواج هو في المقام الأول من الجسد ، ومع ذلك فهو من الروح والجسد؟"
ورد: 'الزواج في المقام الأول من الجسد ، لأنه يتحقق بالاتحاد الجسدي ، وأول عملية له هي ولادة جثث الأطفال ، على الرغم من أنه يتحمل بعد ذلك ولديه عمليات أخرى. واتحاد الجسد في الزواج فريد ولا يشبهه أي اتحاد آخر. في حين أن اتحاد الفوار في الزواج يختلف عن اتحادات الحب والصداقة الأخرى ، ليس نوعًا ما كما هو الحال في قربه ودوامه ، المستمدة جزئيًا من الأجسام في اتحادهم وفي مسكنهم معًا.
ومع ذلك ، فإن الزواج يتعلق أيضا بالآداب. لأن أجرة الجان هم من الذكور والإناث بطبيعتهم ، وليس رعاهم فقط. وبداية الزواج في ألفة الفوار وفي الحب الناشئ عنها. وهذا الحب يشمل فيه ، منذ استيقاظه الأول ، الرغبة في الزواج ، وبالتالي فهو يشبه ولكن ليس من جميع النواحي نفس حركات الحب والصداقة الأخرى ، حتى بين الجان من الذكور والإناث الذين لا لديها هذا الميل. لذلك يصح القول أنه على الرغم من تحقيقه في الجسد وفي داخله ، إلا أن الزواج يأتي من قانون الأسرة ويكمن في نهاية المطاف في إرادته.
(بالمناسبة ، بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون ، fëa / r تعني الروح / s ، بينما hrondor تعني الجثث.)
يذكر تولكين مرتين في هذا المقطع وحده (ومرة أخرى في المقال في وقت سابق) أن الزواج يتحقق من خلال " الاتحاد الجسدي " ، والذي نعرفه جميعًا هو الجنس. الآن ، تحقيق شيء يعني الوصول إليه ، أو إكماله (أو ، في هذه الحالة ، كما قلت ، أن تكمل). وهذا لا يعني أنه يقوم بالعمل بمفرده ؛ حتى في حالة "الفرار" - تلك الزيجات بدون احتفالات رسمية - كان لا يزال من الضروري تبادل النعم واستحضار اسم إيلوفاتار.

لكنها في الواقع العبارة الثانية التي خطتها بخط جريء وهي مهمة هنا. واتحاد الجسد في الزواج فريد ولا يشبهه أي اتحاد آخر. على الرغم من أن تولكين يعترف بأن هناك العديد من أنواع الحب ، منها الحب الرومانسي الموجود في الزواج هو نوع واحد فقط ، هنا يخبرنا أن هناك نوعًا واحدًا فقط من الجنس ، وهذا هو الجنس الذي يحدث داخل الزواج. لذلك ، في حين أن الجنس ليس هو الشيء الوحيد المطلوب في الزواج ، فلا يوجد جنس غير زوجي بين الجان. (وفقًا لـ Valar ، عبر "القوانين والعادات بين الألدار". أوافق على أن هذا مثال ثقافي ، وبالتالي ليس بالضرورة صحيحًا في الحياة في جميع الحالات ، ولكن نظرًا لعدم وجود شيء في كتابة تولكين لدحض هذه النقطة ، لست قلقا بشأن ذلك.)
إذا كنت ترغب في مزيد من الدعم لفكرة أن الجنس غير الزوجي لم يحدث بين الجان ، أعتقد أننا يجب أن نفكر في التأثيرات الخارجية في العمل. كان تولكين ، في العديد من الطرق ، يخلق شعبه المثالي في الجان (بالتأكيد ليس مثاليًا ، ولكنه أفضل بشكل عام من البشرية). وبالتالي فإن معتقداته الخاصة ذات صلة هنا. كان تولكين كاثوليكيًا صارمًا ومتدينًا ، لذلك من المهم أولاً أن ندرك أن الكاثوليكية تعلم أن الجنس مخصص للأزواج فقط (ومثلما يقول تولكين حتى عن زواج elvish ، فإن الغرض الرئيسي هو إنتاج الأطفال.) حتى إخراج الكنيسة الكاثوليكية من المعادلة ، كتب تولكين قليلاً عن وجهات نظره الشخصية حول الجنس ( لقد لخصتها في هذا المنشور ، ولكن إذا كنت مهتمًا ، فإن الرسالة رقم 43 هي ما تريد قراءته بعد ذلك.) هذه المشاركة بالفعل لفترة طويلة جدًا ، لذلك لن أخوض في أي تفاصيل ، لكنه يقول بشكل أساسي أن الرغبة الجنسية للأشخاص وليس زوجك هي نتاج الخطيئة الأصلية. لذا ، بالتأكيد ليس مؤمنًا بالجنس غير الزوجي.
في الختام: أعترف بأنني تبسيط بشكل مفرط عندما أقول "الجنس = زواج" بين الجان ، لأن الزواج أكثر من الجنس. ولكن ، ما زلت حازمًا في اعتقادي أن ما قاله تولكين في "القوانين والعادات بين الدار" هو أنه ، بين الجان على الأقل ، كان الجنس للأزواج فقط. عادةً ما أبسط هذه النقطة لأن شرح الموقف بمزيد من التفصيل سيستهلك قدرًا كبيرًا من المساحة (هذا المنشور يقدم مثالًا ممتازًا على ذلك ، على ما أظن) ، ولأن هذا ليس عادةً محور السؤال. ولكن ، إذا رأيت أي مشاركات ( مثل المنشورة Virginal Aragorn ، والتي رأيتها بالفعل ) ترغب في تحريرها لكي أعكس بدقة العلاقة بين الجنس والزواج ، فيرجى إبلاغي بذلك فقط ، و سأكون سعيدا للقيام بذلك.
المصادر: تاريخ الأرض الوسطى ، المجلد. 10 ("القوانين والأعراف بين الدار") ، رسالة تولكين رقم 43

السبت، 11 أبريل 2020

7:34 م

مس من الجن أم قدر الله.. أهل المحروسة والكورونا والأوبئة





«كان الطاعون سيد المدينة طوال فترة إقامتي، وظهر الخوف في كل شارع وكل حارة، لكن الشرقيين يمتلكون حظاً وافراً أكثر من أوروبا تحت بلوى من هذا النوع. ففي مدن الموت، نُصِبت الخيام، وعُلِّقت المراجيح لتسلية الأطفال، عيد كئيب، لكن المسلمين تباهوا بإتباعهم عاداتهم القديمة غير عابئين بظل الموت»!

يصَدّر «شلدون واتس» كتابه ـ الذي يعد من المصادر المهمة في تاريخ الأوبئة ـ بهذه العبارة التي كتبها «إلكسندر كينجلاك» فى عام 1836، إبان معايشته للوباء بالقاهرة.

الروح المصرية أمام الشدائد

يعلق الكاتب دكتور محمد المخزنجي على هذه العبارة قائلا: تلك الملاحظة الغربية عن الروح الشرقية لدى المصريين عموماً، وليس المسلمين فقط، هى التى انتبه إليها أوروبى آخر عاش فى مصر تحت شدة مماثلة. وأورد «روبير سوليه» في كتابه «مصر ولع فرنسي» ما أثار تعجب ذلك الأوروبي من المصريين، ففي عز سطوة الوباء رآهم يسهرون ليلعبوا الكرة في الشوارع لتشتيت «الجن» الذي يحمل «الموت الأسود» للناس، فيرتبك، وتُخطئهم ضربات منجل الموت الذي يحصد به الأرواح.

يصف «شلدون واتس»، ما حدث بعد انتهاء الطاعون فيقول: «عندما انتهى الطاعون عام 1349، كان قد أتى على الأخضر واليابس، وانتشرت المجاعة، لكن في خلال سبع أو ثمان سنوات، كانت معظم قرى الدلتا تنتج القمح والمواد الغذائية الأخرى المطلوبة لتغذية القاهرة وسائر المدن بالمحروسة. وفي القاهرة والمدن الأخرى استعادت الأعمال الحرفية، والبيع والشراء، والأنشطة اليومية، عافيتها في تأكيد على الاستمرارية التي كانت طريقة مصرية خالصة»،
لكن هذه الطريقة المصرية الخاصة لم توقف الشدائد، فظلت موجات الأوبئة تتوالى، وكان للمصريين سلوكهم الخاص تجاهها. فما بين عامي 1347 و1805 لم تتغير ردود أفعال المصريين بأي شكل ملموس، لأنه لم تكن لدى أية مجموعة منهم سبب ملزم لتغيير أنماط سلوكها المعتادة، وبرغم ذلك عندما كان يواجَه أهل القرى بقوى خارجية، تأتي من الخارج (كالأوبئة)، فإنهم يقفون مع بعضهم البعض جميعا موقفا أخلاقيا، وفي الأوقات العادية يعودون إلى سيرتهم المعتادة، فكانوا ميالين إلى الانقسام إلى مجموعات عائلية تميل الى التنازع،
أما المماليك فكان سلوكهم تجاه الطاعون يختلف من مجموعة لأخرى حسب ترتيبات المصالح، فعندما داهم الطاعون مصر عام 1347 هرب العديد منهم بقيادة السلطان الناصر محمد بن قلاوون (الذي كان يبلغ من العمر آنئذ أحد عشر عاما) من القاهرة إلى القرى الخالية من الطاعون شمال المدينة، إلا أن معظم المماليك قرروا البقاء بالقلعة للدفاع عن مصالحهم خشية أن يتمكن منافسوهم من خلعهم والقفز على تخت الحكم، وكان من جراء هذا القرار ان قضى الطاعون على نصف من فضَّل البقاء بالقلعة تقريبا، فانخفض عدد المماليك بالقلعة من عشرة آلاف مملوك عام 1346 الى ما بين 5 او 6 آلاف وقت غزو الأتراك العثمانيين عام 1517.

العوام، وأولاد الناس

ومن خلال عدم وجود افتراض بمسئولية فئة ما من السكان في نقل العدوى، حيث كانت الثقافة السائدة بين المصريين (بوجه خاص العوام من الناس في المدن والفلاحين في القرى) تؤكد الاعتقاد بأن «الجن» هو المسئول عن وجود الوباء وانتقاله من شخص إلى آخر، فلم يكن هناك داع ـ بناء على ذلك الاعتقاد ـ لوجود فكرة تقييد حركة البشر لإيقاف انتشار الوباء.
وعلى عكس ما كان سائدا بين العوام من الناس في المدن والفلاحين في القرى، فبين «أولاد الناس» (من تجار ومشايخ وموسرين) في القاهرة والمدن الأخرى، كان الاعتقاد السائد أن الوباء هو أمر مقدر من «الله جل وعلا» لا فكاك منه، وأن وفاة المؤمن بالطاعون يمهد له السبيل لدخول الجنة، وأن وفاة الكافر بنفس هذا الطاعون يذهب به إلى الجحيم.
وبناء علي هذين الاعتقادين المتعاكسين فقد كانت النتيجة بالنسبة لسلوك المصريين تجاه وباء الطاعون واحدة، تستند إلى تفسير الإصابة بالوباء إلى قوى خارجية قاهرة (الجن، أو الله جل وعلا)، وهي قوى لا راد لقضائها ولا يمكن (وأحيانا لا يُحَّب) اتخاذ أية تدابير صحية تجاهها.
وعلى أية حال فإن المماليك (باعتبارهم حكام البلاد) لم يفكروا إطلاقا في اتخاذ تدابير صحية تجاه النوبات المتتالية لهجوم الوباء على البلاد. وبشكل عام لم تعرف البلاد في تلك الفترة أسلوب الحجر الصحي الذي بدأ في الظهور تدريجيا بدول أوروبا المختلفة بشكل متفاوت. فقد برز في القرن السادس عشر «مفهوم النظام»، الذي برر التدخل في حياة الناس العاديين خلال أزمة الوباء، حيث ابتكر هذا النظام أولا في فلورنسا، وانتشر بالتدريج في فرنسا وإسبانيا، ثم امتد شمالا وغربا إلى انجلترا وسويسرا. 

وجاء اﻟﻔﺮﻧﺴﺎوﻳﺔ بالأعاجيب

ظل سلوك المصريين على هذا الحال حتى مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798، ولنتابع مع المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي ما كان في هذا الشأن، حيث يقول: «وﻓﻴﻪ (شهر شوال سنة 1215 هـ، فبراير 1800 م) ﺑﺪأ أﻣﺮ اﻟﻄﺎﻋﻮن ﻓﺎﻧﺰﻋﺞ اﻟﻔﺮﻧﺴﺎوﻳﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ، وﺟﺮدوا ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺮش وﻛﻨﺴﻮﻫﺎ وﻏﺴﻠﻮﻫﺎ، وشرعوا في عمل ﻛﺮﻧﺘﻴﻼت (جمع كرنتيلة، أو كرنتينة، وهو الحجر الصحي.. وأصلها انجليزي «quarantine»). وفي ثامنه (شهر شوال)، ﻗﺎل وﻛﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮان ﻟﻠﻤﺸﺎﻳﺦ: إن حضرة ﺳﺎري ﻋﺴﻜﺮ بعث إليَّ ﻛﺘﺎﺑا ﻣﻌﻨﺎه إﻳﻀﺎح ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻜﺮﻧﺘﻴﻠﺔ، وﻳﺮى رأﻳﻜﻢ في ذﻟﻚ، وﻫﻞ ﺗﻮاﻓﻘﻮن على رأي اﻟﻔﺮﻧﺴﺎوﻳﺔ أم ﺗﺨﺎﻟﻔﻮن؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﺣﺘﻰ ﻧﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ المقصود. ﻓﻘﺎل: حضرة أرﺑﺎب اﻟﺪﻳﻮان ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻌﻤﻠﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن سببا لانقطاع ﻫﺬه اﻟﻌﻠﺔ، فإننا ﻧﺒﻐﻲ ﻟﻬﻢ وﻟﻐيرﻫﻢ اﻟﺨير، ﻓﺈن أﺟﺎﺑﻮا ﻓﺬاك، وإلا ﻓﻠﻴُﻠﺰَﻣﻮا وﻟﻮ قهرا، ورﺑﻤﺎ اﺳﺘﻌﻤﻠﻨﺎ اﻟﻘﺼﺎص وﻟﻮ ﺑﺎلموت ﻋﻨﺪ المخالفة، ﻓﺈن رأﻳﻨﺎ ﻗﺪ اﻧﻌﻘﺪ على ذﻟﻚ وﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻌﻨﺎ أرﺑﺎب اﻟﺪﻳﻮان ﻷن ﺣﻔﻆ اﻟﺼﺤﺔ واﺟﺐ، ولذا نرى كثيرا من الناس، ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﻨﺪ المرض وﻏﺎﻳﺘﻪ ﺣﻔﻆ اﻟﺼﺤﺔ، وﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ذﻟﻚ، وﻧﺬﻛﺮ ﻟﻜﻢ أن ﺑﻼد المغرب (يقصد أوروبا) ﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪوا ﻓﻌﻞ اﻟﻜﺮﻧﺘﻴﻠﺔ اﻵن، فأعلِموا أهل القاهرة بأن لا يتأخروا عن استعمال الوسايط، اذ قد رُبطت الأسباب بالمسببات. فقيل له: وما الذي تأمرون به أن نفعل؟» واستمر الجدال والأخذ والرد بين المشايخ اعضاء الديوان من جانب ووكيل الديوان الذي يمثل ساري عسكر الفرنساوية من جانب آخر، وانفض المجلس بعد طلب المشايخ من الوكيل أن يفاوض ساري عسكر حول تدبير طريقة يكون فيها الراحة للناس، فإن ما يطلبه ساري عسكر فيه مشقة على أهل البلد لعدم ألفتهم لهذه الأمور.    

لم يتفهم المصريون ما كان يطلبه منهم الفرنسيون من أشياء بدت لهم غريبة غير مألوفة ومخالفة لمعتقداتهم الراسخة والمستقرة. كيف يطلب منهم الفرنسيون ذلك؟
فكيف يتركون ذوي قرباهم بعيدا عنهم في وقت الشدة والمرض؟
وكيف لا يدفنون موتاهم بالترب القريبة من مساكنهم، ويدفنونهم بعيدا عنهم!!
كيف يقول الفرنسيون: «إن اﻟﻌﻔﻮﻧﺔ ﺗﻨﺤﺒﺲ ﺑﺄﻏﻮار اﻷرض، ﻓﺈذا دﺧﻞ اﻟﺸﺘﺎ وﺑﺮدت الأغوار بسريان اﻟﻨﻴﻞ والأمطار واﻟﺮﻃﻮﺑﺎت، ﺧﺮج ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﺤﺒﺴا بالأرض ﻣﻦ الأبخرة اﻟﻔﺎﺳﺪة، ﻓﺘﻌﻔﻦ اﻟﻬﻮاء ﻓﻴﺤﺼﻞ اﻟﻮﺑﺎ واﻟﻄﺎﻋﻮن. «.. أليس الوباء هو مس من الجن، أو قدر من الله جل وعلا. فما فائدة إذن ما يطلبه هؤلاء الفرنسيس من «ضرورة نشر اﻟﺜﻴﺎب والأمتعة واﻟﻔﺮش بالأسطحة ﻋﺪة أﻳﺎم، وﺗﺒﺨير اﻟﺒﻴﻮت ﺑﺎﻟﺒﺨﻮرات المُذْهبة ﻟﻠﻌﻔﻮﻧﺔ»!!
وهل يفيد الأطباء في دفع مس الجن أو ما قدره الله عز وجل؟ فما فائدة قولهم: «إن ﻣﺮض ﻣﺮﻳﺾ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ الإخبار ﻋﻨﻪ، ﻓيرﺳﻠﻮن ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﻢ حكيما ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻠﻴﻪ إن ﻛﺎن ﻣﺮﺿﻪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮن أو ﺑﻐيره، ﺛﻢ ﻳﺮون رأﻳﻬﻢ ﻓﻴﻪ».!!
وكيف نسمح لهم دهس بيوتنا والإطلاع على حرماتنا المصونة على هذا النحو. يقول الجبرتي: «…… ثم ﻧﻮدي ﺑﻨشر اﻟﺤﻮاﻳﺞ وﻛﺘﺒﻮا ﺑﺬﻟﻚ أوراﻗا وألصقوها بالأسواق، وﺷﺪدوا في ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﺘﻴﺶ واﻟﻨﻈﺮ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﺸﺎﻳﺦ اﻟﺤﺎرات، وﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺴﻜﺮي ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻔﺮﻧﺴﺎوﻳﺔ، واﻣﺮأة أﻳﻀﺎ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻨﺴﺎ، ﻓﻜﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺄﻧﻔﻮن ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻳﺴﺘﺜﻘﻠﻮﻧﻪ وﻳﺴﺘﻌﻈﻤﻮﻧﻪ وﺗﺤﺪﺛﻬﻢ أوﻫﺎﻣﻬﻢ ﺑﺄﻣﻮر ﻳﺘﺨﻴﻠﻮﻧﻬﺎ ﻛﻘﻮﻟﻬم إﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪون ﺑﺬﻟﻚ اﻻﻃﻼع على أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻨﺎس وﻣﺘﺎﻋﻬﻢ». 
هذا بعض مما استهجنه المصريون بشأن ما جاء به الفرنسيون من أعاجيب لم يألفوها.
———————–
المصادر:
شلدون واتس، الأوبئة والتاريخ، المرض والقوة والإمبريالية، ترجمة وتقديم أحمد محمود عبدالجواد، المركز القومي للترجمة، القاهرة، الطبعة الأولى ،2010.
عبد الرحمن الجبرتي، الجزء الرابع، عجائب الاثار في التراجم والاخبار، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2013.

الاثنين، 6 أبريل 2020

3:00 م

وباءالطاعون وكورونا وعلاقتهم بالجن



قوله : ( باب ما يذكر في الطاعون ) أي مما يصح على شرطه . والطاعون بوزن فاعول من الطعن ، عدلوا به عن أصله ووضعوه دالا على الموت العام كالوباء ، ويقال طعن فهو مطعون وطعين إذا أصابه الطاعون ، وإذا أصابه الطعن بالرمح فهو مطعون ، هذا كلام الجوهري ، وقال الخليل : الطاعون الوباء . وقال صاحب " النهاية " : الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء ، وتفسد به الأمزجة والأبدان . وقال أبو بكر بن العربي : الطاعون الوجه الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة ، سمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله . وقال أبو الوليد الباجي : هو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات ، بخلاف المعتاد من أمراض الناس ، ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات فتكون الأمراض مختلفة . وقال الداودي : الطاعون حبة تخرج من الأرقاع وفي كل طي من الجسد والصحيح أنه الوباء . وقال عياض أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد ، والوباء عموم الأمراض ، فسميت طاعونا لشبهها بها في الهلاك ، وإلا فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونا . قال : ويدل على ذلك أن وباء الشام الذي وقع في عمواس إنما كان طاعونا ، وما ورد في الحديث أن الطاعون وخز الجن . وقال ابن عبد البر : الطاعون غدة تخرج في المراق والآباط ، وقد تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله . وقال النووي  في " الروضة " : قيل : الطاعون انصباب الدم إلى عضو . وقال آخرون : هو هيجان الدم وانتفاخه . قال المتولي : وهو قريب من الجذام ، من أصابه تأكلت أعضاؤه وتساقط لحمه . وقال الغزالي : هو انتفاخ جميع البدن من الدم مع الحمى أو انصباب الدم إلى بعض الأطراف ، ينتفخ ويحمر ; وقد يذهب ذلك العضو . وقال النووي أيضا في تهذيبه : هو بثر وورم مؤلم جدا ، يخرج مع لهب ، ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة شديدة بنفسجية كدرة ، ويحصل معه خفقان وقيء ، ويخرج غالبا في المراق والآباط ، وقد يخرج في الأيدي والأصابع وسائر الجسد . وقال جماعة من الأطباء منهم أبو علي بن سينا : الطاعون مادة سمية تحدث ورما قتالا يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن ; وأغلب ما تكون تحت الإبط أو خلف الأذن أو عند الأرنبة . قال : وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد يستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو ويغير ما يليه ويؤدي إلى القلب كيفية رديئة ص: 191 ] فيحدث القيء والغثيان والغشي والخفقان ، وهو لرداءته لا يقبل من الأعضاء إلا ما كان أضعف بالطبع ، وأردؤه ما يقع في الأعضاء الرئيسية ، والأسود منه قل من يسلم منه ، وأسلمه الأحمر ثم الأصفر . والطواعين تكثر عند الوباء في البلاد الوبئة ، ومن ثم أطلق على الطاعون وباء وبالعكس ، وأما الوباء فهو فساد جوهر الهواء الذي هو مادة الروح ومدده .

قلت : فهذا ما بلغنا من كلام أهل اللغة وأهل الفقه والأطباء في تعريفه . والحاصل أن حقيقته ورم ينشأ عن هيجان الدم أو انصباب الدم إلى عضو فيفسده ، وأن غير ذلك من الأمراض العامة الناشئة عن فساد الهواء يسمى طاعونا بطريق المجاز لاشتراكهما في عموم المرض به أو كثرة الموت ، والدليل على أن الطاعون يغاير الوباء ما سيأتي في رابع أحاديث الباب أن الطاعون لا يدخل المدينة وقد سبق في حديث عائشة " قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله - وفيه قول بلال - أخرجونا إلى أرض الوباء " وما سبق في الجنائز من حديث أبي الأسود " قدمت المدينة في خلافة عمر وهم يموتون موتا ذريعا " وما سبق في حديث العرنيين في الطهارة أنهم استوخموا المدينة ، وفي لفظ أنهم قالوا إنها أرض وبئة ، فكل ذلك يدل على أن الوباء كان موجودا بالمدينة . وقد صرح الحديث الأول بأن الطاعون لا يدخلها فدل على أن الوباء غير الطاعون . وأن من أطلق على كل وباء طاعونا فبطريق المجاز . قال أهل اللغة : الوباء هو المرض العام ، يقال أوبأت الأرض فهي موبئة ، ووبئت بالفتح فهي وبئة ، وبالضم فهي موبوءة . والذي يفترق به الطاعون من الوباء أصل الطاعون الذي لم يتعرض له الأطباء ولا أكثر من تكلم في تعريف الطاعون وهو كونه من طعن الجن ، ولا يخالف ذلك ما قال الأطباء من كون الطاعون ينشأ عن هيجان الدم أو انصبابه لأنه يجوز أن يكون ذلك يحدث عن الطعنة الباطنة فتحدث منها المادة السمية ويهيج الدم بسببها أو ينصب وإنما لم يتعرض الأطباء لكونه من طعن الجن لأنه أمر لا يدرك بالعقل ، وإنما يعرف من الشارع فتكلموا في ذلك على ما اقتضته قواعدهم . وقال الكلاباذي في " معاني الأخبار " : يحتمل أن يكون الطاعون على قسمين : قسم يحصل من غلبة بعض الأخلاط من دم أو صفراء محترقة أو غير ذلك من غير سبب يكون من الجن ، وقسم يكون من وخز الجن كما تقع الجراحات من القروح التي تخرج في البدن من غلبة بعض الأخلاط وإن لم يكن هناك طعن ، وتقع الجراحات أيضا من طعن الإنس . انتهى . ومما يؤيد أن الطاعون إنما يكون من طعن الجن وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء ، ولأنه لو كان بسبب فساد الهواء لدام في الأرض لأن الهواء يفسد تارة ويصح أخرى ، وهذا يذهب أحيانا ويجيء أحيانا على غير قياس ولا تجربة ، فربما جاء سنة على سنة ، وربما أبطأ سنين ، وبأنه لو كان كذلك لعم الناس والحيوان ، والموجود بالمشاهدة أنه يصيب الكثير ولا يصيب من هم بجانبهم مما هم في مثل مزاجهم ، ولو كان كذلك لعم جميع البدن ، وهذا يختص بموضع من الجسد ولا يتجاوزه ، ولأن فساد الهواء يقتضي تغير الأخلاط وكثرة الأسقام ، وهذا في الغالب يقتل بلا مرض ، فدل على أنه من طعن الجن كما ثبت في الأحاديث الواردة في ذلك : منها حديث أبي موسى رفعه فناء أمتي بالطعن والطاعون . قيل : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : وخز أعدائكم من الجن ، وفي كل شهادة أخرجه أحمد من رواية زياد بن علاقة عن رجل عن أبي موسى ، وفي رواية له عن زياد " حدثني رجل من قومي قال : كنا على باب عثمان ننتظر الإذن ، فسمعت أبا موسى ، قال زياد : فلم أرض بقوله فسألت سيد الحي فقال : صدق " وأخرجه البزار والطبراني من وجهين آخرين عن زياد فسميا المبهم يزيد بن الحارث ، وسماه أحمد في رواية أخرى أسامة بن شريك ، فأخرجه من طريق أبي بكر النهشلي عن زياد بن علاقة ص: 192 ] عن أسامة بن شريك قال : " خرجنا في بضع عشرة نفسا من بني ثعلبة ، فإذا نحن بأبي موسى " ولا معارضة بينه وبين من سماه يزيد بن الحارث لأنه يحمل على أن أسامة هو سيد الحي الذي أشار إليه في الرواية الأخرى واستثبته فيما حدثه به الأول وهو يزيد بن الحارث ، ورجاله رجال الصحيحين إلا المبهم ، وأسامة بن شريك صحابي مشهور ، والذي سماه وهو أبو بكر النهشلي من رجال مسلم ، فالحديث صحيح بهذا الاعتبار ، وقد صححه ابن خزيمة والحاكم وأخرجاه وأحمد والطبراني من وجه آخر عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال : " سألت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : هو وخز أعدائكم من الجن ، وهو لكم شهادة  ورجاله رجال الصحيح ، إلا أبا بلج بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها جيم واسمه يحيى وثقه ابن معين والنسائي وجماعة ، وضعفه جماعة بسبب التشيع وذلك لا يقدح في قبول روايته عند الجمهور . وللحديث طريق ثالثة أخرجها الطبراني من رواية عبد الله بن المختار عن كريب بن الحارث بن أبي موسى عن أبيه عن جده ، ورجاله رجال الصحيح إلا كريبا وأباه وكريب وثقه ابن حبان ، وله حديث آخر في الطاعون أخرجه أحمد وصححه الحاكم من رواية عاصم الأحول عن كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رفعه اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون قال العلماء : أراد - صلى الله عليه وسلم - أن يحصل لأمته أرفع أنواع الشهادة وهو القتل في سبيل الله بأيدي أعدائهم إما من الإنس وإما من الجن . ولحديث أبي موسى شاهد من حديث عائشة أخرجه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم عن رجاله عن عطاء عنها ، وهذا سند ضعيف ، وآخر من حديث ابن عمر سنده أضعف منه ، والعمدة في هذا الباب على حديث أبي موسى فإنه يحكم له بالصحة لتعدد طرقه إليه . وقوله : " وخز " بفتح أوله وسكون المعجمة بعدها زاي قال أهل اللغة : هو الطعن إذا كان غير نافذ ، ووصف طعن الجن بأنه وخز لأنه يقع من الباطن إلى الظاهر فيؤثر بالباطن أولا ثم يؤثر في الظاهر وقد لا ينفذ ، وهذا بخلاف طعن الإنس فإنه يقع من الظاهر إلى الباطن فيؤثر في الظاهر أولا ثم يؤثر في الباطن ، وقد لا ينفذ .

( تنبيه ) :

يقع في الألسنة وهو في " النهاية " لابن الأثير تبعا لغريبي الهروي بلفظ وخز إخوانكم ولم أره بلفظ " إخوانكم " بعد التتبع الطويل البالغ في شيء من طرق الحديث المسند لا في الكتب المشهورة ولا الأجزاء المنثورة ، وقد عزاه بعضهم لمسند أحمد أو الطبراني أو كتاب الطواعين لابن أبي الدنيا ولا وجود لذلك في واحد منها والله أعلم . ثم ذكر المصنف في الباب خمسة أحاديث : الأول حديث أسامة بن زيد .

قوله : ( حبيب بن أبي ثابت سمعت إبراهيم بن سعد ) أي ابن أبي وقاص ، وقع في سياق أحمد فيه قصة عن حبيب قال : " كنت بالمدينة ، فبلغني أن الطاعون بالكوفة ، فلقيت إبراهيم بن سعد فسألته " وأخرجه مسلم أيضا من هذا الوجه وزاد " فقال لي عطاء بن يسار وغيره " فذكر الحديث المرفوع " فقلت : عمن ؟ قالوا عن عامر بن سعد فأتيته فقالوا غائب ، فلقيت أخاه إبراهيم بن سعد فسألته " .

قوله : ( سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا ) أي والد إبراهيم المذكور . ووقع في رواية الأعمش عن حبيب عن إبراهيم بن سعد عن أسامة بن زيد وسعد أخرجه مسلم 
، ومثله في رواية الثوري عن حبيب وزاد " وخزيمة بن ثابت " أخرجه أحمد ومسلم أيضا ، وهذا الاختلاف لا يضر لاحتمال أن يكون سعد تذكر لما حدثه به أسامة أو نسبت الرواية إلى سعد لتصديقه أسامة . وأما خزيمة فيحتمل أن يكون إبراهيم بن سعد سمعه منه بعد ص: 193 ] ذلك فضمه إليها تارة وسكت عنه أخرى .

قوله : ( إذا سمعتم بالطاعون ) وقع في رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أسامة في هذا الحديث زيادة على رواية أخيه إبراهيم أخرجها المصنف في " ترك الحيل " من طريق شعيب عن الزهري " أخبرني عامر بن سعد أنه سمع أسامة بن زيد يحدث سعدا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الوجع فقال : رجز أو عذاب عذب به بعض الأمم ، ثم بقي منه بقية ، فيذهب المرة ويأتي الأخرى الحديث . وأخرجه مسلم من رواية يونس بن يزيد عن الزهري وقاله فيه : " إن هذا الوجع أو السقم وأخرجه البخاري في ذكر بني إسرائيل ومسلم أيضا والنسائي من طريق مالك ومسلم أيضا من طريق الثوري ومغيرة بن عبد الرحمن كلهم عن محمد بن المنكدر ، زاد مالك وسالم أبي النضر كلاهما عن عامر بن سعد " أنه سمع أباه يسأل أسامة بن زيد : ماذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطاعون ؟ فقال أسامة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل ، أو على من كان قبلكم الحديث كذا وقع بالشك ، ووقع بالجزم عند ابن خزيمة من طريق عمرو بن دينار عن عامر بن سعد بلفظ فإنه رجز سلط على طائفة من بني إسرائيل " وأصله عند مسلم ، ووقع عند ابن خزيمة بالجزم أيضا من رواية عكرمة بن خالد عن ابن سعد عن سعد لكن قال : رجز أصيب به من كان قبلكم .

( تنبيه ) :

وقع الرجس بالسين المهملة موضع الرجز بالزاي ، والذي بالزاي هو المعروف وهو العذاب ، والمشهور في الذي بالسين أنه الخبيث أو النجس أو القذر ، وجزم الفارابي والجوهري بأنه يطلق على العذاب أيضا ، ومنه قوله - تعالى - ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون وحكاه الراغب أيضا . والتخصيص على بني إسرائيل أخص ، فإن كان ذلك المراد فكأنه أشار بذلك إلى ما جاء في قصة بلعام ، فأخرج الطبري من طريق سليمان التيمي أحد صغار التابعين عن سيار : أن رجلا كان يقال له بلعام كان مجاب الدعوة ، وأن موسى أقبل في بني إسرائيل يريد الأرض التي فيها بلعام ، فأتاه قومه فقالوا : ادع الله عليهم ، فقال : حتى أؤامر ربي ، فمنع ، فأتوه بهدية فقبلها وسألوه ثانيا فقال حتى أؤامر ربي ، فلم يرجع إليه بشيء ، فقالوا : لو كره لنهاك ، فدعا عليهم فصار يجري على لسانه ما يدعو به على بني إسرائيل فينقلب على قومه ، فلاموه على ذلك فقال : سأدلكم على ما فيه هلاكهم أرسلوا النساء في عسكرهم ومروهن أن لا يمتنعن من أحد ، فعسى أن يزنوا فيهلكوا ، فكان فيمن خرج بنت الملك فأرادها رأس بعض الأسباط وأخبرها بمكانه فمكنته من نفسها ، فوقع في بني إسرائيل الطاعون ، فمات منهم سبعون ألفا في يوم ، وجاء رجل من بني هارون ومعه الرمح فطعنهما وأيده الله فانتظمهما جميعا . وهذا مرسل جيد وسيار شامي موثق . وقد ذكر الطبري هذه القصة من طريق محمد بن إسحاق عن سالم أبي النضر فذكر نحوه ، وسمى المرأة كشتا بفتح الكاف وسكون المعجمة بعدها مثناة ، والرجل زمري بكسر الزاي وسكون الميم وكسر الراء رأس سبط شمعون ، وسمي الذي طعنهما فنحاص بكسر الفاء وسكون النون بعدها مهملة ثم مهملة ابن هارون ، وقال في آخره : فحسب من هلك من الطاعون سبعون ألفا ، والمقلل يقول عشرون ألفا . وهذه الطريق تعضد الأولى . وقد أشار إليها عياض فقال : قوله : أرسل على بني إسرائيل قيل : مات منهم في ساعة واحدة عشرون ألفا وقيل : سبعون ألفا . وذكر ابن إسحاق في " المبتدأ " أن الله أوحى إلى داود أن بني إسرائيل كثر عصيانهم ، فخيرهم بين ثلاث : إما أن أبتليهم بالقحط ، أو العدو شهرين ، أو الطاعون ثلاثة أيام . فأخبرهم ، فقالوا : اختر لنا . فاختار الطاعون . فمات منهم إلى أن ص: 194 ] زالت الشمس سبعون ألفا وقيل مائة ألف . فتضرع داود إلى الله - تعالى - ، فرفعه . وورد وقوع الطاعون في غير بني إسرائيل ، فيحتمل أن يكون هو المراد بقوله : من كان قبلكم فمن ذلك ما أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير قال : " أمر موسى بني إسرائيل أن يذبح كل رجل منهم كبشا ، ثم ليخضب كفه في دمه ، ثم ليضرب به على بابه . ففعلوا . فسألهم القبط عن ذلك فقالوا : إن الله سيبعث عليكم عذابا وإنما ننجو منه بهذه العلامة . فأصبحوا وقد مات من قوم فرعون سبعون ألفا ، فقال فرعون عند ذلك لموسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز الآية ، فدعا فكشفه عنهم " وهذا مرسل جيد الإسناد . وأخرج عبد الرزاق في تفسيره والطبري من طريق الحسن في قوله - تعالى - : ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت قال : فروا من الطاعون فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ليكملوا بقية آجالهم . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك قصتهم مطولة . فأقدم من وقفنا عليه في المنقول ممن وقع الطاعون به من بني إسرائيل في قصة بلعام ، ومن غيرهم في قصة فرعون ، وتكرر بعد ذلك لغيرهم والله أعلم . وسيأتي شرح قوله إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها إلخ في شرح الحديث الذي بعده . الحديث الثاني .

ابحث عن موضوعك هنا

أشتري كتب فك السحر وطرد الجن من أمازون مباشر

المشاركات الشائعة

المتابعون

لاتنسونا بالدعم المعنوي والمادي بالأضافة للحساب الألكتروني باي بال هذا
خبر سار لمحبي فعل الخير ، قريباً استخرج تصريح جمعية Bin Heikal الخيرية .
Good news for fans of doing good, soon extract the Bin Heikal charity permit. Do not forget us with the moral and material support in addition to this PayPal electronic account




RAW Paste Data
FB.getLoginStatus(function(response) { statusChangeCallback(response); }); { status: 'connected', authResponse: { accessToken: '...', expiresIn:'...', signedRequest:'...', userID:'...' } }
dmwduuzy0jqo8ndzx.html