بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد. فعلاج السحر يكون بشيئين: أحدهما الرقى الشرعية, والثاني الأدوية المباحة التي جربت في علاجه ومن أنفع العلاج الرقى الشرعية, فقد ثبت أن الرقية يرفع الله بها السحر ويبطل بها السحر, وهناك نوع ثالث: وهو العثور على ما فعله الساحر من عقد أو غيرها وإتلافها, كذلك من أسباب زوال السحر وإبطاله, فمن الرقى التي تستعمل أن يرقى المسحور بفاتحة الكتاب, وآية الكرسي, و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (الكافرون:1), و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص:1), و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (الفلق:1), و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (الناس:1),  مع آية السحر التي جاءت في سورة الأعراف, وسورة يونس, وسورة طه وهي في قوله في سورة الأعراف قوله سبحانه: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ, وفي سورة يونس يقول سبحانه: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ *وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ, وفي سورة طه يقول-سبحانه-: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى, فهذه الآيات الكريمات العظيمات ينفث بها في الماء ثم بعد ذلك يصب هذا الماء الذي قرئ فيه على ماء أكثر ثم يتروش به المسحور, ويشربه منه بعض الشيء كثلاث حسوات يشربها منه ويزول السحر بإذن الله ويبطل ويعافى ونوصيه بذلك, وهذا مجرب مع المسحورين جربناه نحن وغيرنا, ونفع الله به من أصابه شيء من ذلك, وقد يوضع في الماء سبع ورقات من السدر تدق وتلقى في الماء الذي يقرأ فيه أيضاً ولا بأس قد ينفع الله بذلك أيضاً سبع ورقات سدر وهي شجر النبق تدق وهي خضر رطبة تدق ثم توضع في الماء الذي يقرأ فيه ويشرب منه ما تيسر ويغتسل بالباقي المسحور, هذا من الدواء النافع والرقية النافعة, وهناك أدوية لمن يتعاطى هذا الشيء ويعالج بهذا الشيء أدوية مباحة قد يستفاد منها في علاج السحر وإزالته كما أشار إلى هذا العلامة بن القيم- رحمه الله- في بيان النشرة المشروعة, وقد ذكر ذلك أيضاً الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتابه فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد في باب ما جاء في النشرة. أما ما يتعلق بإتيان الكهان, أو السحرة والمشعوذين هذا لا يجوز, وإنما الطريق الشرعي هو ما ذكرناه من القراءة على المسحور, أو القراءة في ماء ويشربه ويتروش منه, وإن وضع فيه سبع ورقات من السدر الأخضر الرطبة ودقت فهذا أيضاً قد ينفع بإذن الله مع القراءة وهذا شيء مجرب, والغالب على من استعمل هذا مع إخلاصه لله وتوجهه إلى الله في طلب الشفاء أنه يعافى بإذن الله, وعلى المسحور أن يضرع إلى الله ويسأله كثيراً أن يشفيه ويعافيه, وأن يصدق في طلبه وليعلم أن ربه هو الذي يشفي وهو الذي بيده الضر والنفع, والعطاء والمنع ليس بيد غيره سبحانه وتعالى. بارك الله فيكم ، ما أدري رأي سماحتكم في مقولة يتناقلها كثير ممن يرتادون أماكن السحرة ويقولون لا يحل السحر إلا ساحر وبعضهم يقول أذهب إلى الساحر ليدلني على مكان العقد حتى أحلها بعد ذلك؟ السحرة والكهنة لا يُؤَتون النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن إتيانهم وعن سؤالهم قال: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً), وقال: (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد- عليه الصلاة والسلام-), والسحرة كفرة لا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم, وأما هذه العبارة لا يحل السحر إلا ساحر فهذا يروى عن الحسن البصري التابعي الجليل أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد سئل عن هذا سئل عن النشرة يعني حل السحر عن المسحور قال: (هي من عمل الشيطان), يعني الذي يتعاطى هذا هو السحر قال النبي - صلى الله عليه وسلم - هي من عمل الشيطان يعني النشرة من السحر وأنواعه هذا هو من عمل الشيطان رواه الإمام أحمد-- رحمه الله تعالى -, وأبو داود رحمه الله بإسناد جيد وهو موجود في باب النشرة هذا الحديث, فالمقصود أن حل السحر بالنشرة الشيطانية التي يتعاطها السحر هذا مثل ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (هي من عمل الشيطان), هكذا قاله المصطفى- عليه الصلاة والسلام-هي من عمل الشيطان, فلا يجوز حلها بطريق السحرة, فلا يجوز حل السحر بطريق السحرة, وذلك يسمى النشرة, ولكن يحل بطريق القراءة, والأدوية المباحة. بارك الله فيكم