مدونة عفركوش- تسخير الجن وبناته - استحضار الجن - صرف الجن - فك السحر


Post Top Ad

الاثنين، 19 أكتوبر 2020

هل جرى حوار مُباشر بين الله جلَّ في علاه وبين إبليس اللعين؟

 

 

هل جرى حوار مُباشر بين الله جلَّ في علاه وبين إبليس اللعين؟ 
وهل إبليس كائن لا نستطيع رؤيته؟

 

مقالة في غاية الأهميَّة.
تفسير آيات في سورة الأعراف من آية (١٢) إلى آية (١٨) من خلال أحسن التفسير (القرءان العربيّ المُبين).

سورة الأعراف
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾.

السلام على من آمن بالقرءان العظيم وعَمِلَ صالحًا، واللعنة على من آمن بكتب الطاغوت (الأبالسة والشياطين) وعَمِلَ سيِّئًا ولم يُرِد أن يتوب إلى الله توبةً نصوحًا.

(١): لقد زعم السلف الطالح وجهلاء الأمَّة اليهوديَّة والمسيحيَّة والسنيَّة والشيعيَّة والذين يُسمّون أنفسهم بالتنوريِّين، إلخ... أنَّ الله جلَّ في علاه تكلَّم مع إبليس، أو الشيطان مباشرة، وأنَّ إبليس هو كائن حيّ مُتخفّي خَلَقه الله في الجنَّة، وعندما عصى ربّه، أمره الله تعالى بالهبوط إلى الأرض.
هذه القصة الخرافيَّة والساقطة مأخوذة من كتاب التوراة والإنجيل (العهد القديم والجديد الخبيث) ولكن كل مِلَّة صاغتها بصيغة مختلفة.

سبحانه وتعالى عمَّا يقولون بُهتانًا وكُفرًا وإشراكًا وزورًا.

(٢): تعالوا إخوتي وأخواتي الأفاضل نتدبَّر آيات سورة الأعراف من آية (١٢) إلى آية (١٨).

الموضوع سهل جدًّا جدًّا ولا يحتاج إلى فلسفة سفسطائيَّة كفلسفة السلف الطالح من أحبار الدين اليهودي الخبيث، ورهبان الدين المسيحي الباطل، وأئمَّة الدين السنّي والشيعي النجس، وفلاسفة الدين التنويري السخيف ومن اتَّبعهم بإجرام إلى يوم الدين.

(٣): لقد أراد الله تعالى أن يُعلِمُنا من خلال كتابه الكريم عن أعمال إبليس، أي الشيطان، أي الجنّ القاسط، أي الإنسان الذي أعرض عن كتاب الله، أي عن قانونه.

إنَّ الحوار الذي جرى بين الله تعالى وبين إبليس في آيات سورة الأعراف هو ما قاله تعالى للإنسان الظالم والفاسد في الكتاب، وليس حوار مباشر مع إبليس الكائن المُختفي، الحمد لله على نِعْمة العَقْل، والحمد لإبليس على نِعْمة النَقْل.

إنَّ جواب وقَوْل إبليس لله هو أعمال الناس الفاسدة التي أعْلَمنا عنها العليم الخبير في القرءان العظيم، كأعمال قوم نوح وعاد وثمود ولوط وأصحاب مدين وفرعون وقارون، وطائفة من أهل الكتاب من الذين كفروا، وطائفة من قوم الرسول من المنافقين، إلخ... وجدالهم مع رسلهم، والبرهان المُبين نجده في السُوَر التالية، وفي سُوَر أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى:

سورة آل عمران
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١﴾ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢﴾.

سورة النساء
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾.

سورة فصلت
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴿١٣﴾ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴿١٤﴾ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿١٥﴾ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ﴿١٦﴾ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٧﴾.

سورة النازعات
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ ﴿١٥﴾ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴿١٦﴾ اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿١٧﴾ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَىٰ أَنْ تَزَكَّىٰ ﴿١٨﴾ وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ ﴿١٩﴾ فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ ﴿٢٠﴾ فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ ﴿٢١﴾ ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ ﴿٢٢﴾ فَحَشَرَ فَنَادَىٰ ﴿٢٣﴾ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤﴾.

سورة المؤمنون
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٤٤﴾.

سورة الكهف
وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ﴿٥٦﴾.

سورة الإسراء
وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴿١١﴾.

وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى تُبيِّن عَمَل الإنسان الفاسد وجداله بآيات الله، أي محاربة الله بهدف التحدّي والتكبّر كما يفعل أكثر المُلحدين المُتكبِّرين وغيرهم من أصحاب المذاهب والأديان الأرضيَّة الباطلة.

(٤): أرجوا من عزيزي القارئ أن يُركِّز جيّدًا على ترابط آيات سورة الأعراف مع آيات أّخرى، وبإذن الله سيتبيَّن له المعنى الحقيقي لقصَّة إبليس اللعين (أعمال الإنسان الكافر والمشرك والظالم والفاسد في جميع الأزمان).

آية (١٢) من سورة الأعراف: "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ..." = آية (٦) من سورة الإنفطار: "يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ" = آية (٢٠) و(٢١) من سورة الإنشقاق: "فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ..... وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْءانُ لَا يَسْجُدُونَ".

وآيات أُخرى كثيرة.

آية (١٢) من سورة الأعراف: "... قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ" = آية (٥٢) من سورة الزخرف: "وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ..... أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ".

آية (١٢) من سورة الأعراف: "... قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ..." = آية (٥٢) من سورة الزخرف: "أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا...".

وآيات أُخرى كثيرة.

آية (١٣) من سورة الأعراف: "قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ" = آية (١٢٤) من سورة طه: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ" = آية (١٢) من سورة محمد: "... وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ" = آية (٥) من سورة التين: "ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ".

وآيات أُخرى كثيرة.

آية (١٤) من سورة الأعراف: "قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ" = آية (١١٨) و(١١٩) من سورة النساء: "لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا.... وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا".

وآيات أُخرى كثيرة.

آية (١٥) من سورة الأعراف: "قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ" = آية (٩٧) من سورة طه: "قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ..... قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي..... قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا".

آية (١٥) من سورة الأعراف: "قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ" = آية (٩٧) من سورة طه: "قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ...".

وآيات أُخرى كثيرة.

آية (١٦) من سورة الأعراف: "قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي..." = آية (١٠٩) من سورة البقرة: "وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ" = آية (٨٩) من سورة النساء: "وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً..." = آية (٦٢) من سورة الإسراء: "قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا".

إنَّ السبب الرئيسي لقول إبليس (الإنسان الكافر والمشرك والفاسد) "... فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي..." هو لأنَّ الله تعالى كرَّم الإنسان الضعيف (المتواضع) بالكتاب، لذلك أبى إبليس (الإنسان الظالم) أن يسجد لأخيه الإنسان المؤمن والمتواضع حسدًا من عند نفسه.

للتوضيح:
لقد عَلِمَ الإنسان الفاسد أنهَ إنفتن بمتاع الحياة الدنيا وضلَّ عن سبيل الله بإرادته، أي لقد عَلِمَ تمامًا في قرارة نفسه أنَّه إنسان كافر ومُشرك وظالم، ولكن بسبب نجاسة قلبه وحقده وكراهيَّته لعَمَل الخير، وحسده الأعمى من الإنسان المؤمن، أراد أن يتحدَّى الله ويغوي الناس عن سبق إصرار وترصدّ بهدف صدّهم عن كتاب الله، والسبب الرئيسي لأنَّ الله تعالى كرَّم الإنسان المؤمن الصالح والمتواضع بالهداية، أي طهَّره وأعطاه عِلْم الكتاب بهدف نشر الخير والإصلاح.

وبما أنَّ الإنسان الظالم والمتكبِّر (إبليس) لا يحب عَمَل الخير ومساعدة البائس الفقير، فمن البديهي أن يأبى أن يسجد لأخيه الإنسان المؤمن المتواضع، أي أبى أن يساعده في نشر الخير ومساعدة الفقراء في الأرض، وأبى أن يتعلمّ منه الرسالة وهذا بسبب حسده الأعمى.

إنَّ المفهوم الحقيقي لسجود إبليس اللعين لآدم، أي لأخيه الإنسان هو أن يتواضع الأقوى للأضعف، ويتعلمّ منه الخير والإصلاح، بهدف أن نعيش جميعًا مع بعضنا البعض بسلام ومحبة وعدم تكبر وعنصرية وتفرقة واختلاف، ولكن للأسف حصل العكس، لقد بذل إبليس (الإنسان الظالم) كل جهده ليغوي الناس، ولكن الحمد لله إنَّه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربِّهم يتوكَّلون إنَّما سلطانه على الذين يتولَّونه والذين هم بربِّهم مَشركون، ولكن الشيء الرائع هو اعترافه بعمله السيّء في الآخرة، نجد البُرهان المُبين في آية (٦٣) من سورة القصص، وفي آية (٢٢) من سورة إبراهيم:

سورة القصص
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾.

* سورة إبراهيم
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ۖ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٢﴾.

وآيات أُخرى كثيرة.

ملاحظة هامَّة: الإنسان الضعيف هو الإنسان الذي لا يتكبَّر على الله جلَّ في علاه، أي هو الإنسان المتواضع الذي آمن وسجد لكتاب الله العظيم.

آية (١٦) و(١٧) من سورة الأعراف: "... لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ..... ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ" = آية (١٢) من سورة العنكبوت: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" = آية (٩٦) من سورة طه: "قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي" = آية (٢٩) من سورة غافر: "... قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" = آية (٢٨) من سورة الصَّافَّات: "قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ".

آية (١٧) من سورة الأعراف: "ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ..." = سأريهم طريق الحقّ باطل وطريق الباطل حقّ.

وآيات أُخرى كثيرة.

آية (١٨) من سورة الأعراف: "قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ" = آية (٤٧) و(٤٨) من سورة غافر: "وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ..... قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ" = آية (١٢) و(١٣) من سورة السجدة: "وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ..... وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" = آية (٣٨) من سورة الأعراف: "فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ..... قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ".

وآيات أُخرى كثيرة.

(٥): خلاصة الموضوع: لقد أعلَمَنا الله من خلال قرءانه الحكيم:
أوَّلاً: أنَّه تعالى أخرج الإنسان الظالم الفاسد من أرض الجنَّة (أرض الحياة الدنيا) من أحسن تقويم إلى أسفل سافلين، أي جعله تعالى يهبط في مستواهُ المعيشي والخُلُقي الرفيع، الّذي هو العيش المشترك في الخير والمحبة والسلام والأخلاق إلى مستوى هابط متدنّي سافل منحطّ، والّذي هو العيش المشترك في العداوة والبغضاء والظلم والفساد والفحشاء والمنكر والفقر، وأنَّ مصيره سيكون في جهنَّم خالدًا فيها أبدًا، لأنَّه هو من اختار طريق الكفر والإشراك والظلم والفساد بإرادته.

وثانيًا: تحريف هذا الإبليس (الإنسان الفاسد) كلام الله عن سبق إصرار وترصدّ وإبعاد كثيرًا من الناس عن طريق الحقّ، وأيضًا عن سبق إصرار وترصدّ بهدف السيطرة في الأرض واحتكار خيرات الله.

إبليس والشيطان والجن القاسط، هو الإنسان الظالم والمتكبر ذو القوَّة العقليَّة والمال والسلطة من جميع الأُمم، لذلك أبى أن يتَّبع ما أمره الله جلَّ في علاه في كتابه العظيم وسعى في الأرض فسادًا.

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

على الرحب والسعة دائما

ابحث عن موضوعك هنا

أشتري كتب فك السحر وطرد الجن من أمازون مباشر

المشاركات الشائعة

المتابعون

لاتنسونا بالدعم المعنوي والمادي بالأضافة للحساب الألكتروني باي بال هذا
خبر سار لمحبي فعل الخير ، قريباً استخرج تصريح جمعية Bin Heikal الخيرية .
Good news for fans of doing good, soon extract the Bin Heikal charity permit. Do not forget us with the moral and material support in addition to this PayPal electronic account




RAW Paste Data
FB.getLoginStatus(function(response) { statusChangeCallback(response); }); { status: 'connected', authResponse: { accessToken: '...', expiresIn:'...', signedRequest:'...', userID:'...' } }
dmwduuzy0jqo8ndzx.html