كشف خفايا وأسرار عالم جوف الأرض الداخلي

قرائي الأعزاء :
 هذه النوعية من شياطين عالم الجن السفلي متعفرت متمرد شديد البأس قوي الشكيمة ، يحتاج للسلاح القوي الذي يرد كيده ، ويلجم جماح قوته وجبروته ولن يكون ذلك إلا لمن صح اعتقاده ، ورسخ إيمانه ، وقويت عزيمته ، وتيقن في اعتماده وتوكله علي الله تبارك وتعالي ، فكل ذلك كفيل بأن يرد ظلمهم ويكبح جماح بطشهم ، ويستطيع المؤمن النيل منهم ، ورد كيدهم بإذن الله تعالى ، ولن يستطيعوا قهره أو إذلاله أو النيل منه والوصول إليه ، حيث أن إيذاء هذه النوعية من شياطين عالم الجن السفلي شديد ولا بد للمعالِج من محاربتهم باليقين واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ، وتحصين نفسه وأهل بيته بالأذكار الثابتة المأثورة عن رسول الله الواردة في السنة النبوية الشريفة ..!!
وقد يظن كثيرا من الناس أن العفريت غير المارد ولكن المارد صفة لصقت بالشياطين فهي من التمرد وبالتالي يمكن القول أن العفريت نوعان مؤمن كالعفريت الذي جاء ذكره في قول الحق تبارك وتعالي : { قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين } (سورة النمل : 39)

والذي عرض علي نبي الله سليمان - عليه السلام - إحضار عرش بلقيس قبل أن يقوم من مقامه وهناك العفريت الكافر وهو ما يطلق عليه شيطان مارد .
وجاء ذكر المارد الشيطان في سورة الصافات في قوله تعالي : { وحفظا ً من كل شيطان مارد } (سورة الصافات : 7)
وقوله تعالي : { إن يدعون من دونه إلا إناثا ً وإن يدعون إلا شيطانا ً مريدا ً } (سورة النساء: 117)
والعفاريت جمع عفريت بكسر العين وهو المارد من الشياطين ..!!
والمارد أصله المتجرد للفساد والشجرة المرداء أي التي لا ورق لها وبالتالي فالمارد لا غير فيه ومنه الأمرد الذي لم ينبت له شعر في لحيته بعد ...!!
فالمارد كما قال أهل اللغة : المرتفع الأملس وأما العفريت في الصحاح هو الشيء المبالغ ويقال : عفريت نفريت وعفرية نفرية والعفرية النفرية هو الداهي الخبيث الشرير 

وفي القاموس : رجل أعفر وعفرية وعفريت وعفر بكسر العين وتشديد الراء وكسر الفاء أي الخبيث المنكر ومأكل العفاريت ومشربهم مثل مأكل ومشرب الإنس ، وهم يقتاتون من فضلات الإنس ويسكنون قرب ينابيع المياه وفي الوديان والجبال المرتفعة والبيوت المهجورة والكهوف فيما بين طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي. 
وبإمكان العفاريت ركوب الرياح ويسمون بالجن الطيار أو العلوي ومنهم من يسكن السحاب والشياطين من العفاريت يسكنون البحار المالحة ويطلق عليهم الغواصون ويتم تسخيرهم لخدمة السحرة من الجن والإنس . 
وهناك نوع من العفاريت والمردة يطلقون عليهم اسم الجن السفلي لأنهم يسكنون في طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي ويتم تسخيرهم لخدمة بعض السحرة الأشرار السفليين ..!! 
ويطلق عامة الناس علي القرين الشيطاني الذي يظهر في حالة مقتل صاحبه الإنسي في حادثة أو ما شابه يطلقون عليه اسم العفريت لأنه يثير الرعب في المكان الذي قتل أو مات فيه الإنسي كما يطلق علي الإنسي المتمرد الشقي لقب عفريت نظرا ً لشقاوته 
أما الأدلة والبراهين التي تثبت أن العفاريت والمردة من شياطين عالم الجن السفلي يسكنون في احدي طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي فهي ما يلي:
1- قال العلامة / أبى إسحق أحمد النيسابورى المعروف بالثعلبي - رحمه الله - في كتابه : ( قصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس ) في : (الباب الثاني) تحت عنوان: 

( حدود الأرض ومسافتها وأطباقها وسكانها ) مانصة : ( روي عبد الله بن عمر() عن رسول الله () انه قال: بين كل ارض إلي التي تليها مسيرة خمسمائة عام وهي سبعة أطباق: الأرض الأولي: هذه فيها سكانها ، والأرض الثانية: مسكن الريح ومنها تخرج الرياح المختلفة كما قال تعالي: { وتصريف الرياح }، وفي الأرض الثالثة: خلق أجسامهم مثل أجسام بني ادم ورؤوسهم مثل رؤوس الكلاب وأيديهم كأيدي الإنس ليس لهم ثياب ليلنا نهارهم ونهارهم ليلنا، والأرض الرابعة: فيها حجارة الكبريت التي أعدها الله لأهل النار تسجر بها جهنم قال النبي (): ( والذي نفسي بيده أن فيها لأودية من كبريت لو أرسلت فيها الجبال الرواسي لا نماعت) ، قال وهب بن منبه (): هي مثل الكبريت الأحمر الصخرة منها مثل الجبل العظيم وهي التي قال الله تعالي فيها : 
{ وقودها الناس والحجارة }، والأرض الخامسة: فيها حيات أهل النار كأمثال البغال لها أذناب كأمثال الرماح لو أمر الله حية منها أن تضرب بناب من أنيابها أعظم جبل في الأرض لهدته حتى يعود رميما وإنها لتلقي الكافر فتسمه فتقطع مفاصله ، والأرض السادسة: فيها دواوين أهل النار وأعمالهم وأرواحهم الخبيثة واسمها سجين قال الله تعالي: { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين } ، والأرض السابعة: جعلها الله مسكنا لإبليس وجنوده وفيها عشه في احد جانبيه سموم وفي الآخر زمهرير وقد احتوشته جنوده من المردة وعتاة الجن ومنها يبث سراياه وجنوده )
قوله: (وقد احتوشته جنوده من المردة وعتاة الجن) يثبت ان الطبقة السابعة من الأرض يسكن فيها الشيطان الجني إبليس اللعين وجنوده من المردة وشياطين وعتاة الجن السفلي بعالم جوف الأرض الداخلي.
2- جاء في كتاب غريب ونادر اسمه: ( نهاية البداية وبداية النهاية - بيان حقيقة الأمر) ينسب إلي نبي الله الياس - عليه السلام - في : ( الجزء الثاني ) تحت عنوان : (الأصول السبعة لأمم عالم الجان ) ما نصه : (وبعد ألف سنة أنجب هاروت وماروت النوع الرابع من أمم عالم الجان وهم الذين يدعون " بالعفاريت " ومفرده " عفريت " وقوة العفريت في مقابل الرهط الواحد تقابل قوة ثلاثمائة عفريت وقد أسكن هذا النوع في الطبقة الرابعة من طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي)
3- جاء أيضا ً في موضع آخر في : ( نفس المصدر السابق ) في : ( الجزء الثاني ) ما نصه : (وبعد ألف سنة أنجبت ماروت من هاروت النوع الخامس من مؤسسي أمم عالم الجان ويسمى هذا النوع" الماسون "ومفردها " ماسوني"وقد أسكن هذا النوع في الطبقة الثالثة من طباق الأرضين الستة بعالم جوف الأرض الداخلي ويبلغ قوة الذكر الماسوني بمقابلتها بقوة العفريت بأن كل أربعين ماسوني تقابل قوتهم قوة عفريت واحد وهذا النوع أطلق عليهم بعد أن كفروا وأتبعوا الشيطان اسم" المردة " ومفرده "مارد" )