الجن
4:52 م
الجن وبلاد فارس (الفرس - ايران حاليآ)
بلاد فارس
القرن الثالث قبل الميلاد
منضدةٌ سوداء, إضاءة خافتة , رجلان في أواخر العشرينات أو في أوائل الثلاثينات يحملقان بتركيز في رقعة الشطرنج حيث وصلت المبارزة بينهم إلى ريعان إثارتها نظر الأول صاحب الوجه العبوس والشعر الطويل و اللحية المهذبة و العيون الحادة التي تتشابه مع عيون الصقر حين يتربص لفريسته , و قال باللغة الفارسية القديمة
" هل تظن أن باستطاعك هزيمتي يا جسام ؟".
برزت الابتسامة على وجه المبارز الآخر و ارتفعت عينيه بنظرةٍ حادةٍ تجاه اللعبة و قال باللغة نفسها ..
" لا تنس أيها الفارسي . أنا مخترع تلك اللعبة و أنا من وضع قوانينها و الأكثر علماً باسرارها و لا يوجد أحد من بني البشر يستطع الوقوف أمامي ."
عاودت عينيا مراش ابن بوران تتحرك بين قطع الشطرنج المختلفة و أمسك أحدها التى كانت تشبه قطعة الطابية التي نمتلكها في لعبتنا في هذا العصر الحديث و قال ..
" وهذا سيضاعف من سعادتي لحظة انتصاري عليك أيها المسخ"
صمت ابن بوران للحظات , وبعدها اردف ..
" جسام . أرى بهذه الحركة لقلعتي( الطابية ), أن إحتمالات فوزك تكون قد أوشكت على الانعدام . "
أمسك جسام الكأس و رشف منه رشفةً قصيرة و قال ..
" العبقرية هي أن تتحكم في تفكير خصمك , و تجعله يهزم نفسه بإرادته ! "
قال ابن بوران و هو يمسك أحدى القطع و يحركها
" وكيف تفعل هذا ؟"
صمت جسام للحظات و تحركت عيناه يتأمل اللعبة ..
" ستعلم عندما تنتهي المبارزة و أنتصر عليك أيها البشري الفاني رغم خلودك المزيف!"
" ولكن هذه المرة أظن أنك ستنهزم يا خادم الجان. الملك قُتل!"
" لكن لعبتنا مازالت مستمرة. "
" ولكن اللعبة تنتهي بمجرد قتل الملك "
" لا, اللعبة تنتهي عندما يتلاشى أحد الجيشين, كثيراً ما نجد أحد الخدم يتمكن من اتخاذ قرارٍ أكثر حكمة من قرار سيده "
" حسنا لا يهم, لم يتبقى لديك قطعٌ كثيرة, هزيمتك ستكون عاراً على صدرك أبد الدهر."
القرن الثالث قبل الميلاد
منضدةٌ سوداء, إضاءة خافتة , رجلان في أواخر العشرينات أو في أوائل الثلاثينات يحملقان بتركيز في رقعة الشطرنج حيث وصلت المبارزة بينهم إلى ريعان إثارتها نظر الأول صاحب الوجه العبوس والشعر الطويل و اللحية المهذبة و العيون الحادة التي تتشابه مع عيون الصقر حين يتربص لفريسته , و قال باللغة الفارسية القديمة
" هل تظن أن باستطاعك هزيمتي يا جسام ؟".
برزت الابتسامة على وجه المبارز الآخر و ارتفعت عينيه بنظرةٍ حادةٍ تجاه اللعبة و قال باللغة نفسها ..
" لا تنس أيها الفارسي . أنا مخترع تلك اللعبة و أنا من وضع قوانينها و الأكثر علماً باسرارها و لا يوجد أحد من بني البشر يستطع الوقوف أمامي ."
عاودت عينيا مراش ابن بوران تتحرك بين قطع الشطرنج المختلفة و أمسك أحدها التى كانت تشبه قطعة الطابية التي نمتلكها في لعبتنا في هذا العصر الحديث و قال ..
" وهذا سيضاعف من سعادتي لحظة انتصاري عليك أيها المسخ"
صمت ابن بوران للحظات , وبعدها اردف ..
" جسام . أرى بهذه الحركة لقلعتي( الطابية ), أن إحتمالات فوزك تكون قد أوشكت على الانعدام . "
أمسك جسام الكأس و رشف منه رشفةً قصيرة و قال ..
" العبقرية هي أن تتحكم في تفكير خصمك , و تجعله يهزم نفسه بإرادته ! "
قال ابن بوران و هو يمسك أحدى القطع و يحركها
" وكيف تفعل هذا ؟"
صمت جسام للحظات و تحركت عيناه يتأمل اللعبة ..
" ستعلم عندما تنتهي المبارزة و أنتصر عليك أيها البشري الفاني رغم خلودك المزيف!"
" ولكن هذه المرة أظن أنك ستنهزم يا خادم الجان. الملك قُتل!"
" لكن لعبتنا مازالت مستمرة. "
" ولكن اللعبة تنتهي بمجرد قتل الملك "
" لا, اللعبة تنتهي عندما يتلاشى أحد الجيشين, كثيراً ما نجد أحد الخدم يتمكن من اتخاذ قرارٍ أكثر حكمة من قرار سيده "
" حسنا لا يهم, لم يتبقى لديك قطعٌ كثيرة, هزيمتك ستكون عاراً على صدرك أبد الدهر."
ولنا لقاء أخر...